Winner on photo number 5 English text: lujain fath Elrahman

Winner on photo number 5: Mujahid Eldouma

Winner on photo number 3 English text: Roba Osama

Winner on photo number 4: Ahmed Adam

Winner on photo number 4 English text: Azza Mahmoud

Winner on photo number 1: Esraa Elanwar

Winner on photo number 2: Nihad Adil

Winner on photo number 3: Lina Jamal

Winner on photo number 4: Nagi Bazar'a

Winner on photo number 5: Ahmed Fathi Aldai

Winner on photo number 2:
Asmaa Abdullah Saied

Winner on photo number 3: Samira Elbanna

Winner on photo number 3: Hager Saied

Winner on photo number 4: Hussam Mohamed

Winner on photo number 1: Ayamn Hashim

Winner on photo number 2: Norhan Ahmed

Winner on photo number 3: Hager Saied

Winner on picture number 4: Ensaf Yahia

#Ghadaref

Winner on picture number 4: Ensaf Yahia

Winner on picture number 1: Azad Mohammed

Winner on picture number 2: Samah Elsir

Winner on picture number 3: Qussai Abdul Moniem

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun.

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun.

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun.

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun.

By the Sudanese photographer: Musab Sahnoun.

#Khartoum English text on photo number 5

Text by: Lujain Fath Elrahman

It all started with a drop; simple gentle drop of rain and I couldn’t see anymore, everything was blurry, I couldn’t even see my own hands…
"You love this, don’t you?!" a voice called in the dark. Oh I am hearing voices now! A perfect end to a perfect day!
The place around me was empty, not a single soul was out there.
“Admit it, deep down you want this to be real” the voice said,
“I want what to be real? Is this some crazy joke?”...
“Jane cut the act… you know me and I know you, we always talk…”
“Oh my god, have I gone completely mad?”
“No you haven’t and I am here to tell you something; you are not who you think you are…”
“God! Not this again”
This is thing with me I always end wishing I have done things differently, and for a second I felt anger building up inside me and without knowing I heard the words coming out of my mouth: "You listen to me, you insane stupid voice, I am not doing this anymore… I like things the way they are, thank you for doubting my every single move, but this has to stop”.
As I blurred out those words, I noticed that there was someone behind me; a small boy, he was staring at me with big surprised eyes, then suddenly he started laughing at me, I felt offended at first but then I realized the silliness of the whole situation… so I joined him I laughed along and as the last drops of rain continued to fall I felt like a huge burden is lifted off my chest.

5 March 2016 

#Khartoum Text on photo number 5

النص لـ: مجاهد الدومة

لحظة حاضرة

على إمتداد العشر سنوات الماضية، وفي مساءِ كل يوم من كل خريف، كنتُ أنا حاضرة لأحجب ذرات الماء المتساقطة على رأسها الأشيب ووجهها ذو التجاعيد التي نحتها إزميل الزمن؛ إضافة لكوني جزء أساسي من المشهد الذي حدث قبل هذه السنوات العديدة. وما أدهشني حقاً هو اصرارها اللامتناهي والذي يزداد صلابة مع الزمن كمعدن جيد الصقل؛ ففي كلّ مساء وبمجرد استشعارها هطول المطر كانت ترتدي نفس الملابس: بنطال رماديّ اللون ومعطف أزرق، تحمل جهاز الموسيقى وسماعة الأذن ثم تخرج إلى شارع "هافا"، تشغل الأغنية القديمة نفسها التي تضرب إيقاعاتها في فضاء ذاكرتها.
هي على قناعة راسخة أنَّه: في حال توفر الظروف المشابهة لذلك اليوم علي المستويين الحسِّي والشعوري فإنَّ بإمكانها إستعادة تلك اللحظة بكامل تفاصيلها، اللحظة التي كانت تسير فيها رفقة إليان - زوجها الخمسيني، بوجهه الدائريّ الذي تُزيِّنه إبتسامة هادئة على شكل قوس، يده تُطَوِّق خصرها، وصوته الصحو الأجشّ وهو يُردِّد معها مقطع الأغنية المتناغم لحنها مع سقوط ذرات المطر من حولهما.
لم تکن تدري أنَّ ذلك المساء هو الأخير له، فإثر عودتهما إلى الشقة التي كانا يستأجرانها - والتي ستبتاعها فيما بعد - قبَّلها واضطجع على جنبه الأيسر لترفرف اجنحة روحه معلنة ساعة التحليق والتَمَلُّص مِن ثِقَل هذا الكائن الذي يُقَيِّدها. اكتشفت الأمر في صباح اليوم التالي، صدرت منها شهقة عميقة لكنها لم تبكِ أو تتنهّد لأنها لم تستطع إستيعاب الأمر، وبعد إنتهاء مراسم الدفن بشهر بدأت تُكرِّر الأمر نفسه؛ متمسّكة بأملٍ لا أعلم أنا منبعه.
في البدء: كنتُ متعاطفة معها، زد على ذلك أن مُهمِّتي هي حجب ذرات المطر، لكن مع الزمن بدأ السأم والضجر يتسللان إلى دخيلتي ثم تحوَّل إلى لامبالاة بفعل التكرار المتزايد لنفس الشيء، ما جعلني أمتعض لأنَّني ذات يوم سأصير مجرَّد قماش ممزَّق أو مجموعة خيوط بلا حياة. أعلم أنكم البشر متمسِّكون بفكرة الخلود والتي بالنسبة لي مجرد فكرة عبثية ليس إلا، فالفناء: هو ما يهب الكائن - الشيء - عظمته.
لكنّ... حدَثَ أمر عجيب بالأمس، فبعد أن أدّت طقوسها المسائية وخرجت إلى الشارع: بدأت بالسير بخطوات وئيدة متناغمة مع صوت المطر من حولها، وفي لحظةٍ ما علت وجهها إبتسامة غامضة، وبدأت تُدندِن بالأغنية نفسها، وبعد قليل سمعتُ صوت "ايان" من الجانب الآخر من الطريق، كان في كامل وسامته، إقترب منها، أمسك بِيَدِها وسارا مجدداً ليتغير بذلك الشارع إلى وضعه القديم، بلونِ أعمِدته الخرسانية الصفراء... شجر الافنستين الذي يعبق أريجه كلّ مكان، وهبوب ريح شمالية باردة، وبذلك خَلُدَ ذلك المشهد في ذاكرة الكون... فالخلود - كما أفهممه - ليس إلا إمتداد للحظةٍ سابقة أو لاحقة، لكن... مهلاً... أيعني ذلك أنَّني عالقة في لحظة زمنية...؟

٥ مارس ٢٠١٦

#WadMadani Text on photo number 5

النص لـ: أحمد فتحي الضي

في الخريف الماضي كانت الأشياء ليست كما تبدو الآن، وكذلك مِظلَّتي... كانت تفوحُ منها رائحةُ الحبِّ - برغم سواد لونها. أما الآن فقد تهدَّمت الأشياء... أصبَحَت بلا معنى.
أذكر جيداً: العام الماضي، كنت برفقته، وكنَّا جالسين على تلك الصخرة هناك، كانت السماءُ تُمطِر شِعْرَاً... دافئاً يَتَّخِذ شكل قطرات على خديه المبللين.
تلك الصخرة: كانت تطلّ على الحي الذي كنَّا نسكن فيه، المشهد من هنا مختلف تماماً؛ رؤية الاشياء من بُعد تبدو أكثر جمالاً وترتيباً، والأشخاص كذلك: رؤيتهم من مسافة بعيدة يساعد على ظهورهم بشكل جميل.
ينتابني شعور مختلف في هذه اللحظة، أريد أن أوقف: الوقت، توتُّري الزائد وكلّ ما يساعد في افساد هذه اللحظة، ربَّما لأنَّني أحسُّ بأنَّ ما يحدث الآن لن يتكرر قريباً أو... إطلاقاً.
أنا متشائمة بعض الشيء أو أؤمن بأنَّ السعادة لا تأتي كثيراً ولا تدوم، وهذا ما أنا عليه الآن: وحدة، حزن عميق، ذاكرة مُرْهَقة وخريف بلا معنى... حتَّى مِظَلَّتِي تبدو كمِظَلَّة عادية، سوداء وبِلَا إحساس.

٢٧ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan Text on photo number 5

النص لـ: أفياء عصام

الحياة مادة

أغلب مخاوفنا في الحياة اصلها المادة، ولو تأملنا في المعرفة - ذلك الكم الهائل من المعرفة الذي ترقب به البشرية وتدنو به نحو الحقائق شيئاً فشيئاً - لوجدنا أصل المادة: نعم... إنّه الدماغ البشري. تظل روح الإنسان سجينة طين الجسد وسجينة لما حوله من مظاهر الحياة المادية، هذا ما تمتمت به العجوز "إلين" صباح يوم سبت.
"إلين" إمرأة مسيحية طاعنة في السن ولكن رغم ذلك ما زالت تحتفظ ببعض الأنوثة والجمال بين طيّات وجهها المُتجهِّم وعينيها الغائرتين، وزنها أكثر بقيل مما ينبغي، هي تتعمّد ذلك لأن زوجها يحبها هكذا. "إلين" امرأة متعلمة، مثقفة، عميقة وهادئة، كانت ذات شأن كبير في شبابها.
"إلين" امرأة غير متدينة، المسيحية لديها كرواية مترهلة وجيدة ولكنها أهملتها تماماً بعد قرائتها، فأصبحت مرمية في الرفوف القديمة رغم جودتها، ربما لأنها فقدت بريقها بالنسبة إليها. كانت لديها أفكار عدة بشأن الجنة، تظن أنه سيكون لديها جنة هي وحدها وربما خادمتها "سيلينا" سوف تكون معها لبعض الوقت.
خرجت "إلين" من المنزل ترتدي معطفها وتحمل مظلة المطر - رغم أنه لا توجد أي إشارات تدل على إمكانية هطول المطر في ذلك النهار، أشارت لها جارتها بالتحية، ردتها "إلين" بنفس الود. "إلين" لم تكن تحب جيرانها ولم تكن تكرههم أيضاً! العم "سام" فاجأها بتعليق ساخر بشأن حملها للمظلة، لم تهتم. هو طاعن في السن، ربما يكبرها بثلاث أو أربع سنوات لكن رغم ذلك يدّعي العكس.
قالت "إلين" في نفسها: ستُمطر... نعم ستُمطر، الإله أخبرني بذلك... نعم الإله أخبرني بذلك رغم أنه مشغول بإجراءات تزيين الجنة خاصتي. مشت "إلين" كثيراً، لديها ساقين قويتين وممتلئتين.
وصلت "إلين" أخيراً لمنطقة الآثار القاطنة في أطراف البلدة الكبيرة والضاجّة بالسكان والمباني الفخمة والعتيقة واسلاك الكهرباء، الأبراج، المسارح، الدُور والكنائس. ها هي أخيراً تلمح وجهتها، يبدو المكان خالياً تماماً كما اعتادت عليه، تأوهت في سرور وكلّمت نفسها بصوت فيه مناغاة ودلع واضح: (الآثار، المادَّة... الطين... إنّه الطين)
اختارت "إلين" اكثر الأماكن ارتفاعاً لتجلس عليه ولتستطيع رؤية الضباب المتحلّق حول الأعمدة، قرر المطر أن يبدأ بالهطول أيضاً، يكفهّر وجه المكان برطوبةٍ عالية... تصرخ "إلين": المطر... المطر... ثم تضحك حتى تشهق: لماذا اختارني انا ليخبرني رغم أني مخبأ غير جيد للأسرار؟
اشتدّ هطول المطر، ربما عليها العودة والاختباء سريعاً، ركضت "إلين" بساقيها القويتين والممتلئتين سريعاً حتى قاربت الوصول لنهاية الطريق المؤدي للآثار، ثم التفتت بحركة رشيقة وحيوية لتتمتم في سرّها: انّه المكان، يبدو كنصف حقيقة في عالم مملوء بالأكاذيب.
بنصف تلك الطاقة العاطفية المتطرفة تأتي العجوز "إلين" كلما أخبرها الإله بهطول المطر.

٢٠ فبراير ٢٠١٦

#Ghadref Text on photo number 5

النص لـ: عفراء سر الختم

الشمس في منتصف السماء، الجو: لا أشعر به، الناس من حولي يتشابهون في شيء لا أعلمه لكنِّي أحسّه: في موجةٍ أشبه بزحمةِ الإحساس حين تُنادي الأمّ طفلها قبل القدوم الموعود.
نهار هذا اليوم يعني عندي الكثير، أنا أتوسّطهم، معهم... غير أنِّي لست منهم. أجِدهم: يتهامسون، يتحاورون... وحدي أنا: أجوبُ الطرقات، أتراني أتنقّل بينها بحثاً عن ذاتي؟... لا!... إنما فقط لأبحث عنهم بداخلي واتحرّر من وجودهم الفيزيائي الذي أيقنت تماماً أنّه يُزعجني، أجِدُنِي على أمل إيجاد حضورهم الروحي الذي تتعطَّشُ نحوه إنسانيتي.
هناك صوت يناديني... مِن بعيد أم قريب لست أدري... لقد اهتديت لمصدر الصوت... إنّه من خلف تلك الآثار التي صادقت حسناتنا وتشوهاتنا على مرِّ الزمان وهي صامدة في طرف المدينة، تُرى لماذا إختلف الطقس فجأة؟ عن دون قصد: يدي حملت تلك المظلة السوداء وكأنَّها في تحدي واضح مع قطرات المطر التي آنستني حتى وصلت ذلك المكان لأتحرّى هويّة المُنادِي، قبل خطوتين لفتت أُذناي أصوات مختلجة بعضها ببعض في اضطراب اصطدتُ منه دوي رصاص وهتافات أحدهم يصرخ: "شهيد... شهيد"، في مشهد يحكي قصة كفاح أجيال مختلفة، لحظتها قاطعتني تساؤلاتي: من أين جاءوا؟ أوَلَم تُحدِّثُني خواطري عن انقراضهم في حكاية حتف النقاء وسط نقاء الساسة والجنود؟ أوَلَم تؤرخهم الأزمان بأنَّ مجيئهم لمُحَال؟ هكذا انسابت اسئلتي... إلى أن اعتدلت في جلستي مراقبة مُعدَّل سقوط الأمطار عندما انخفض الضجيج المنبعث من أسفل المدينة في لوحةٍ تحكي شعور فتاة غارقة في الدموع مع ارتفاع دوي ضحكاتها؛ دون مبالاة لقيمة ما يجنيه فعلها اللا إرادي.
ابتلَّت قدماي بالماء ولربَّما: الدموع، انسدل شعري دون ترتيب لضياع رباطه هنا او هناك، ازدادت دقات قلبي غير المنتظمة عندما انبأتني ضوضاء المدينة بشيء كنت لا أتوقعه: حتما... لقد سقط النظام... نعم... سقط النظام.
صحوتُ على صوت أمي بنبرتها الحنونة: (صباح الخير) عندها أدركت تماماً أن التماسك مع رفاقي ضرورة حياة.

١٣ فبراير ٢٠١٦

#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum
#Khartoum

#Khartoum Text on photo number 4

النص لـ: أحمد آدم

أعرفُ كثيراً من الناس جلسوا عليّ وقضوا وقتاً طيباً وآخر محزن وما إلى ذلك، وأُناس أتذكر شخصياتهم أكثر من أي شيء؛ فمنهم من ترك أثراً جميلاً وعميقاً في دواخلي، منهم من تأذّيتُ فعلاً منهم، كأولئك الذين ينظرون إليَّ ويرونني مجرد قطعة أثاث أو كومة من الحديد، و الذين يعتبرونني سريراً يبيتون به الّليال الطوال. لكن هناك من هم فعلاً مميزون، كمن كان يأتي كلّ صباح هو وابنه يحكي له عن ما كان يفعله هو وأصدقائه في صغرهم، ما كانوا يلعبون به من ألعاب في أوقاتهم المرحة تلك، أو كالمُدَرِّسَة التي تأتي لتناول كوب من القهوة وهي تستمتع بقراءة سِيَر العُظَمَاء من الصحابة و قصصهم.
ومن أُولئك الذين أحترمهم: طفل صغير حالم، بأفقٍ واسع، يأتي أحيانا يجلس ليبكي كلَّما ألمَّ به مكروه، كنتُ أحزنُ كثيراً لأجله؛ إذ أنَّني لم أكن أستطيع أن أواسيه لكوني جماد لا يتحرك، لكنِّي كنتُ ابذل قصارى جهدي في أن أهدئه إذا تضايق، وأفرحه إذا حزن، وأحفزه إذا أحبط. وكان يُسلِّيني، إذ دائماً ما كان يقول: "سوف أصير مخترعاً مثل أديسون - أنا لا أعرف من هو أديسون- وأبهر العالم بما أفعل"... كَبُر الطفل ودخل المدرسة الثانوية، لم يفارقني أبداً، حتي انه أحضر أمه معه ذات يوم وقال لها: "هذا هو صديقي الذي أجلس اليه"، شعرت حينها بفخرٍ كبير.
بمرور الأيام أخذتُ أنا وهو على عاتقنا تحقيق حلمه، دخل الجامعة، إبتعد عني لفترة ثم أخذ يجيئني بأشياء غريبة... مثل الحجارة أو شئ كهذا وبيده الأخرى قنينة بها سائل غريب يخرج منه بخار أبيض خفيف، يرصف تلك الأحجار على سكة كسكة القطار ويقطر تلك اﻻحجار بذلك الشيء فإذا هي تطفو، وحين يدفعها تتحرك بسرعة كنت مندهشاً مما يفعل.. ها هو الان يعمل مطوراً في أكبر وكالة لأبحاث وعلوم الفضاء في العالم، ولم يتوقف أبداً عن القدوم إليَّ حتى هذه اللحظة.

٥ مارس ٢٠١٦

#WadMadani Text on photo number 4

النص لـ: ناجي بازرعة

في مدينة لا تشابه المدن كثيراً، لها لمحة ريفية، أنا مِقْعَدٌ. تكوّنتُ على أحد مداخلها - أو مخارجها، لا أعلم... فالأقدار أوجدتني.
كنتُ ثابتاً تماماً لا أتحرك، بينما كانت المدينة تُمارس الضجيج، الآلاف يغادرون والمئات يدخلون، لا أهتم لهم ولا يعنيني ما دوافع من دخل أو من غادَر.
الكثيرون اعتادوا الجلوس عليّ، لم أكُن مهتم لأمرهم، وكانت تُثير غضبي مواضيعهم الساذجة أحياناً وأصواتهم المرتفعة، لا تُعجبني، كنت أشعر بالضيق الشديد عندما يجلس عليّ الحمقى والسَّخيفون.
كنتُ أحزن كثيراً لأشياءٍ كانت تدور بين تلك الفتاة وعشيقها، لقد اعتادوا الجلوس عليّ لساعاتٍ طوالٍ، وكنتُ أحزنُ لفراقهم وأنتظرهم مجيئهم كلّ يوم، كم كانا جميلين، الفتاة سمراء وقوامها إلهي، كانت تجذب الجميع للتحديقِ بها، لا يستطيع أيّ كان أن يغُضّ الطرف عنها، كنتُ أشعر بالفخر وأحياناً بالعظمة لأنّها اختارتني أنا للجلوس.
عشيقها لم يَكُن وسيماً لدرجةٍ تُمكّنُني من أن أقول أنّها اختارته لأنّه يُشاطرها الجمال، بل كان شاب عادي، جداً، يشبه الكثير من البشر العاديّون، أذكر أول مرّة أتيا للجلوس عليّ: أصابتني الدهشة؛ ما الذي جعل هذه الجميلة تعشقه! لكن سرعان ما أصابني هو -الشاب - بالاندهاش: فقد كان إنساناً يكره الظلم ويُناهض حاكم المدينة الذي نصّب نفسه إله عليها، كان شاباً مثقفاً صاحب فكر مُستنير، يحسّ بأوجاع الضعفاء، وكان يقضي كلّ وقته في مساعدتهم. هي كذلك لا تُحبّ الظلم ولا تهتم لأمر ذاك الإله البشري في المدينة، كانا يقضيان جلّ وقتهما في الحديث عن الحريّة، السلام والحب، كنتُ أنا المُستمع الجيّد.
بيومٍ ما، كانا منشغلين في الحديثِ عن علاقتهما العاطفية، فأهداها خيط أخضر اللون، ربطته هي على عُنقها، وأهدته حضن وقبلة... لكن، الآن أنا... خالٍ... مرّت أشهر كثيرة وهما يسجلان غياب، ماذا حدث لهما؟ أين هما؟
مازلتُ خالٍ... أتساءل لماذا...
في كلّ يومٍ أقرّوا التحرّك للبحثِ عنهما، لكن دون جدوى؛ فأنا لا أستطيع فعل ذلك: التحرُّك. أوجدتني الظروف كي أكون: الثبات. ماذا عنكم أنتم؟ تحرَّكوا.

٢٧ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan Text on photo number 4

النص لـ: حسام محمد

على حافةِ البرزخ

مرحباً...
هنا الجحيم...
العالم الذي غزاه البشر، وحيداً على غير العادة، فارغ جداً، ومزيّتي -في بعض الأحيان - الإنتظار، أطلّ على شرفة العالم.
لو أن الله لم يخلق آدم: لما تطاول أحفاده، لو أنهم فهموا اسمه "السلام" لما كنت أطل على هذا الجحيم الآن.
على سطحي جلس العديد، ما زلت أتذكر منهم ذاك السبعيني: يقف على أعتاب القيامة؛ وهو يطالع صحيفته، وأذكر ذاك الطفل الذي قفز على سطحي، في ذاكرتي همسات عاشِقَيْن حلما معاً بلون جدار شقّتهما في هذا المبنى المُدمّر أمامي.
أوجعتني دموع تلك المرأة التي جلست عليّ لتستريح بعد أن أرهقها البحث عن ابنها الوحيد الذي سرقته الحرب.
وحيد هنا في اللاحياة كروحٍ صُلبتْ في البرزخ، أحتفل بموت الآخرين، أضحك بحرقةٍ وأبكي بألم. مُحيت من ذاكرتي تلك المناظر التي شيّدها الانسان في سنوات ليمحوها بضغطة زناد في جزءٍ من الثانية.
أكاد أنسى هرولة الأطفال من حولي، تسامر الأصدقاء على سطحي، فخري بنفسي عندما أزيل آثار التعب عن عابري السبيل. كل هذا بات في الماضي؛ فهرولةِ الأطفال تحولت لصراخٍ يصمت فجأة بعد دوي انفجار، تسامُر الأصدقاء تحوّل لتأبين؛ ففي كل لحظة اسمع باسم الفقيد فلان، عابري السبيل انقطعوا عن طريق الموت هذا، حتى تلك الصبيّة هجرها حبيبها دون سبب مقنع ليفتح الصنبور على قصرهما الذي شيّداه على ساحل أحلامهما. كاذبون هم البشر. يغنّون للسلام ولا يمارسونه.
فخورٌ جداً بصمودي وسط هذا الدمار، أبكي بحرقةٍ وأتألم لكوني مجرّد جماد لا يقوى على أن يقول كلمة. أمتعضُ من كوني مجرد كرسيّ صُلِبَ على رصيف الإنتظار... أو... فلنقل: "الموت".

٢٠ فبراير ٢٠١٦

#Ghadref Text on photo number 4

النص لـ: إنصاف يحيى


وُلِدتُ، وَجَدتُ ذاتي في هذا المكان، وعند مولدي: تَدفّقتُ فرحاً. وعندما فَتحتُ عيناي على الحياة وأمعنتُ النظر بالأشياء التي تُحِيطُنِي: أدْركتُ عَظَمَة الوجود، شعوري: أجمل ما يكون. 
أجلسُ وحيداً... بين: إسفلت الشوارع، السيارات وثرثرة الناس. أحتضنُ الأرض؛ الأرض تَحتَضِنُنِي، أنام عليها وأصحو، أراقب حركة البشر منذ صباح كل يوم وحتى مساءه، يمرُّون بقربي وأحياناً يجلسون عليّ أيضاً، يُحدِّثونني عنهم، تقاسمت معهم أسرارهم، مشاكلهم، معاناتهم وحتى تنهيداتهم... آهاتهم، أفراحهم، غضبهم، حبّهم، كُرههم. أراهم بِحُبٍّ وأحياناً بامتعاض، أغيرُ منهم، أشفقُ عليهم.
أقولُ لذاتي: ليتني كنتُ بشَرِيّ مثلهم. يباغتني سؤال: ماذا لو كانوا هم أيضاً يريدون أن يكونوا مثلي على هذا الإسفلت؟ أوه... ما هذا الآن! يبدو أنني قد جُننت! نعم... جُننت أيّها الكرسي الابله! ماذا تظنُّ نفسك؟ ماذا ستفعل؟ قارعة الطريق: أمّك، والارض: حبيبتك، والمارة: أصدقائك... اصمت، صوتك يُزعجُني، أنت لاتفهم شعوري، لا تعرف الالم. 
ينتابني شعور بالفرح تارَّة وأحسّ بأنِّي وحيد، بلا معنى، تارَّة أخرى تراودني بداخلي تساؤلات... بإستمرار: منذ متى وأنا هنا؟ كيف اتيت لهذا العالم؟ ما كل تلك الاشياء التي تحيطني؟ وجع يتسلَّق أجزائي، لا أعرف كيف تحوَّلَ فرحي الى نقيضه، تحوَّلَ إلى حزنٍ كبير... وتصادقنا إلى هذا الحدّ، مؤلم هو العالم!
انا الآن أُريدُ الرحيل، أُريدُ أن أصبِح كومة من حطام... هناك فقط: أتحقَّق، وأكون... حيثُ اللا شيء. 

١٣ فبراير ٢٠١٦

#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani
#WadMadani

#Khartoum English text on photo number 3

Text by: Roba Osama

BITTER TEARS

She shouted at me asking me to hurry up. But I was afraid no more, what could possibly scare a child whose witnessed the murder of her own mother.
"Nano please calm down there's no one here" I assured her. But she kept on shaking and I kept on pouring the water slowly. Suddenly a gun fired from the distance and without lifting my head from the well I knew it was him. Nano screamed but she didn't move an inch, there was no where to go.
He smiled and asked me sarcastically "What has brought you here my dear sister?!"... "You know too well what has brought me" I answered in calm voice. "I came here to take what is mine, the price of my mother's life and sadly because her murderer is also her son, I can't take it in the form of blood so I've chosen water instead. You don't have a problem with that do you?!"... He smiled coldly and didn't answer. So I looked through his eyes and continued "Now me and Nano are going to take this water and return home and you shall not touch us".
As soon as I turned around I felt the bullet groove it's path between my shoulder blades, the last I saw was Nano's bright orange scarf, the last I heard was her voice repeating my name and the last I tasted were her bitter tears.

5 March 2016 

#Khartoum Text on photo number 3

النص لـ: لينا جمال

أجل، هؤلاء نحن. نحن من أُلتقِطت لهم هذه التي تُدعى بـ "صورة فوتوغرافية"، من بقعة صغيرة هي أصلاً جزء من مكان يدعى "الأرض".
كيف انتهى بنا الأمر هنا؟؟ اوه، إنّها قصة تحت عنوان: "عمل جاد، صبر ويأس". هل تظنً أنَّ القدر الهائل مِنَّا قد أتى بتلك السهولة أو بذلك الوقت القصير؟ هه! نحن يا عزيزي شهدنا عصر الديناصورات وتصارعنا مع بقاياها ومع تلك الصخور المتزنتة والجراثيم التي لا تزال ملتصقة بنا حتى بعد خروجنا، أَولسنا ابطالاً؟
إستدعيتُ رفاقي من حولي "هم أبطال مثلي" لِنَتجمَّع في تلك البقعة الضيِّقة بعد أن ساعدتنا الظروف المناخية للأرض في ذلك الوقت، ومع التغيُّر المتكرِّر يزداد كَمّ الأبطال المنكوبين تباعاً، حتى صرنا واحداً، لكنّ العائق الوحيد أمامنا: تلك الصخور الصمَّاء والتي كانت أقوى من جثث الديناصورات نفسها، إنَّه سجن... لديه إبتسامة عريضة سوداء قاتلة.
الشيء المريح هو أنَّا تخلَّصنا من معظم ما كان يُغيِّر من صفاتنا الجميلة: الجراثيم. ففي النهاية الإتحاد قوة يا جماعة، لكن لم نتغلَّب على الصخور الصماء بعد. أصدقكم القول... لقد يَئِسَ الأبطال تماماً وبدأوا يتجمَّعون في مكانٍ واحد دلالة على إستسلامهم وتبدُّد قواهم. أجل... إنَّه الإستسلام للسجن الأبدي، بعدها... لا نعلم ما حدث ولا كم من الوقت قد مرّ على تكدّسنا هنا، لكن ما نعلمه ولن نستطيع نسيانه هو ذلك الخوف على تلك الصخور وهي تُرخي دفاعاتها، الحقيقة هي أنها كانت تُهزم من قِبَل هذه الفتاة التي حطمتها وأخرجتنا نحن لنرى أشعة الشمس مرة أخرى.
نعم، نحن نعلم أننا سنُستنزَف وسيتم إستخدامنا بسوء وعدم تقدير "سيتم وضعنا مع المزيد من الجراثيم في تلك البراميل المتسخة" سنتبخر لا محالة وأيضاً ستزال بعضاً من تلك الكائنات المزعجة قاطنة بيننا لكن على الأقل إنَّها: الحرية.

٥ مارس ٢٠١٦

#WadMadani Text on photo number 3

النص لـ: سميرة منصور البنّا 

تَسمَعُها كل يوم وهي تقفُ على الحافةِ بين ماءٍ وماء، يترنَّح قدماها فيما يشبه الطرب لموسيقى صوت الماء داخل الجالون، فتغنِّي لحناً قديماً متناغماً: 
"الليلة غاب تومي شوفوني يا خلايق
بعِد نجوم الليل نار الغرام ضايق
صعب كلام الريد الفي الضمير شايق" 
تلمحُ على البعد حبيبها وهو يختلس النظر، فيسري الدم دافئ في عروقها، ترتسم على وجهها الباهت الملامح بشوش التعبير: ابتسامة، تبتلِعُها سريعاً كما يبتلع جالونها الماء.
تدور في رأسِها تفاصيل حب لم تكتمل ملامحه، ولا تُريد لها الإكتمال؛ يؤرِّقُها الحب حين يُذكِّرُها بًما أخبرهنَّ به الشيخ: "الحب حرام.. الحب حرام"، لكن "حرام" التي كانت تتردّد بمسمعها قد فقدت قُدسيتها عندما استدرك عقلها أنّ الشيخ حلَّله على نفسه يوم أحبَّ بخيته بت دريس، وعاش معها كل طقوس الحب سراً أمام الله. 
تتذكر قول ناشطة "بت الحكومة" -كما يسمينها، والتي أخبرتهنَّ أنَّها تُثقِّفُهنّ لأجلِ إنسانيتهنّ المستنزفة، لا تُريدُ منهنَّ جزاء ولا شكورا، عليهنّ أن يدافعن عن أنفسهنّ ضدّ جبار مُترصِّد، يتغذَّى على أجسادِهِنّ قبل نموها، يُجوِّف عقولهنّ قبل نُضجها، حتى اذا استوى ما غرسه: حَصَدَهُنَّ ناقصات عقل ودين. 
إنَّه: الرجل - كما يبدو للناشطة، فتُردِّد مع نفسها: "البِت الضَكَرية بتعرف للريد ولا للعرس شنو؟" تنتبه إلى صوت الماء المسكوب على الأرض، والجالون الذي يناظرها فاتحاً فاه لتدسّ في جوفهِ جرعات الماء وتغنِّي بصوتِها المنهك؛ بعد أن لم يبق غير الحبّ إيماناً، لحبيها "ود حسين" مرَّة أخرى:
"الليله غاب تومي .. شوفوني يا خلايق" 

٢٧ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan Text on photo number 3

النص لـ هاجر سعيد

الدونكي

سمراءٌ أنا. جئت من أقاصي غرب البلاد، متواضعة الجمال، مُعتزةٌ بحصّتي منه، مُحِبّة للأحياء.
وُلدتُ في يومٍ كانت فيه الثريا سيدة الموقف؛ تُداعب بخيلائها كلّ من رقبها بنظرة. يومها: تعرّى الجميع من كون أن النظرة الثانية عليهم، وأمست كلّ النظرات لهم.
أقضي ما أقضي من يومي - أو جلّ يومي في استحلاب ذلك السائل الشّفّاف، وأتحمل ما أتحمل في سبيل ذلك. الجميل في الأمر: مُتعتي حدّ الإنتشاء بهذا الشقاء اليومي - لن آبه لك يا من نعتّني بالماسوشية!
رفيقتي "بارسيس" ذات الوشاح الأحمر (والتي لم يجد الذئب طريقه إليها -وياليته فعل)، الذي بهت بأشعة الشمس التي لعبت الدور الأعظم في حبكة سُمرتي.
لا أحبِّذ رحلة العودة إلى الديار فهي سلسة وأنا أعشق الصعاب! يكون حينها الجو بارداً لقرب وقت المغيب، وعندها: تنتشي "بارسيس" وأمتعضُ أنا، ذلك لأنها تسقيني ذات الشراب يومياً دون ملل نظراً لدمامتي - كما ترى هي أو كما استنتجت أنا من مجرى نقاشنا، من سينظر إلينا... قاصدة تلك الكائنات الهلامية، ردّي الوحيد لها: "كل فولة و ليها كيّالها"، وأتبع في نفسي "لو تعلّق قلب أحدهم بالثريا لنالها".

٢٠ فبراير ٢٠١٦

#Ghadaref Text on photo number 3

النص لـ: قُصي عبد المنعم

ماء بنكهةِ الأحباب

خديجة كما الحب وهي تساعد أختها مريم التي تحاول ان تفاوض البئر الذي أصبح شحيحاً من الماء المشبَّع بروائحِ الدمِ و شظايا براميل الأنتنوف، تُحاول مراراً و تكراراً أن تقوم بإخراج الإناء بشئ من الماء ليُشبع حوجة أسرتها التي فقدت ربّها و هي مازالت في مهدها الأول.
تَخرُج كلّ صباح لتقوم بتلك العملية الرتيبة، الُمرهِقة والضرورية، وهي مشبّعة بكلِّ ما هو محزن، و عندما تصبح في مواجهة البئر تبتدئ التفاوض معه و هي لا تحمل سوى حوجة أسرتها لهذه القطرات المشبَّعة بدماء الذين قُتلوا و تم الإلقاء بهم في هذا البئر.
ماء بنهكةِ مَنْ رحلوا، كلّما قدمت الرجاء للبئر بأن يُخرِج لها ماء: كان مُتبلِّد الشعور، ذاتيّ للحدِّ البغيض. رُغم كل هذا لم -ولن - يتسوّلها احساس بفشلٍ ما؛ فكانت تحاول اقناعه "البئر" بأن يُخرِج لها الماء لتعطيه لتلك الحوجة. كان التفاوض مُحتدّ بين مريم والبئر، فكانت تشرد البال عند الحين والآخر على مر ذاكرتها الكرة... صاحبة اللون الأسود الداكن.
كان ف تكوُّر تلك الكرة: مشاهد وصور وألفاظ للعملية التي لم تفهمها إلى الان؛ حين قام أحد من فصائل "الجنجويد" بخلع ردائها و هي ف طريقها للمنزل بعد جلسة تحفيظ للقرآن الكريم في خلوة الفكي آدم، وأخذها أمامه في جواده العربي الأصيل، كانت عارية، تماماً، لم تفهم حينها ما الذي يُريده هذا الشخص؛ فعندما كان الجواد مسرعاً ونظرات الشخص نحوها باسِمه: أحسَّت بأنها في جولة مثيلة لتلك التي كان يصطحبها فيها والدها، فغمرها الفرح... لكن لم تجد اجابة لـ "لماذا جرّدني من ملابسي؟".
وبعد رحلة طويلة أوقف الجواد وربطه على شجرة وأنزلها من صهوته بحالة اضطِّراب حادة... بعدها: لم تحس بشئ... غير الألم، لا شيء غيره.
في لُبّ ألَمِها: تفاجأت بأنّ البئر قد تجوَّد عليها ببعضٍ من... الماء.

١٣ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan
#PortSudan

Khartoum English text on photo number 2

Text by: Azza Mahmoud

46

"1, 2, 3, 4, 5, 6, 7" he said as he held a cigarette in one hand and in the other a picture of his mother. "Seven power lines and none of them is mine" he said, talking to the four walls that were covered in cracks and yellow stains. He stared at his torn black shirt, his dirty feet, "This is better than prison at least" he mumbled.

20

"Ahmed call your brother from upstairs the driver is waiting for him, he's late for his football practice" screamed Nadia, Ahmed's mother. She was a beautiful dark haired woman, who always wore Chanel dresses and Calvin Klein perfumes. Their house was a majestic mansion located in the center of the mesmerizing city Addis Ababa. They had servants, gardeners and drivers at their call. Ahmeds father Ibrahim Al-Sayed was a well known business man who owned factories, shops and restaurants. Ahmed was going out with his friends to this new bar they opened in Asmara street. He opened his Mercedes Benz that was parked in front of the house and then he stared at the servants praying in the loan. He looked at them with disgust in his eyes. He was never the religious type.

23

"Get out of this house, you're a disgrace" screamed Ibrahim outraged, Ahmed's mother was on the floor crying: "Drugs! How could you! I hope they'll kill you in prison", Ahmed couldn't believe what had just happened, he never would have thought that the police would find out about him dealing and about the girl. He thought that the girl would never turn him in. They dragged him out of the house handcuffed, "You're going to rot in prison for what you did to the poor girl, how can you give her an overdose, you almost killed her you pathetic boy"

25

"They were killed in a car accident on their way to the prison". Ahmed sat down on the floor and started hitting his head on the wall, He stared at the police man and then he stared at his hands and said "what have I done, I killed my family".

37

"It's been 14 years since I've been here but im getting out tomorrow" said Ahmed to his cellmate. "Your family must be really happy you're finally going home to them", "well, they would be... if I have one".

46

Ahmed wasted all the money his family left him on drugs and gambling.

46

Ahmed is searching for jobs to pay his debts but no one is hiring him. No one wants to hire a criminal.

46

He's going crazy.

46

"1, 2, 3, 4, 5 ,6, 7"....


5 March 2016 

#Khartoum Tetxt on photo number 2

النص لـ: نهاد عادل

تردُّد

أنا أُحبُّ هذه الشرفة جداً، بإمكاني التحكم في هؤلاء الناس الذين يتجولون بشكل عشوائي، أمتلكُ حاسة ما تجعلني اجعلهم يتصرفون كما أريد، أجلس فأُصوِّبُ بَصَري تجاه أحدهم بشكل عشوائي، هذه مهنتي، هوايتي، الشيء الوحيد الذي أفعله في هذه الحياة.
لست كاهن ولا ساحر لكنَّني أستطيع توجيه الأشخاص للتصرُّف على النحو الذي أريد دون مقاومة منهم، قلت أنني أصوب بصري تجاه أحدهم بشكل عشوائي، مثلا... قبل سنة ونصف كنت أجلس هنا، أُحملقُ في الناس يتحركون، وقع نظري على سيدة تحمل زهرة تمشي بتردد وحزن، قلت لنفسي يجب أن تصعد إليَّ هذه السيدة، بعد دقائق صعدت السيدة، جَلَسَتْ أمامي بصمت، قلتُ لها: يجب أن تذهبي إلى ڤيينا وتقومي برحلة نحو الدانوب الأزرق وتقفزي من هناك. السيدة الآن في عداد الموتى.
ربما أنا ربٌّ صغير يساعد الرب الكبير في التخلُّص من الأشخاص الذين لا يعرفون ماذا يريدون وينشرون التردُّد في هذا العالم الذي يقترب من الانهيار.
الرجل الذي يرتدي جلباباً أبيض في الأسفل، ترونه؟ ذلك الصبيّ الذي يمشي بجانبه إنه ابنه الذي يصرّ على الإلتحاق بالجيش لأن فتاة ما يحبها تركته، و أبوه ذي الجلباب الأبيض، زوال الدنيا أهون عليه من إلتحاق ابنه بالجيش، بالأمس حملقتُ فيه لدقيقه فصعد إليَّ في الغرفة، اليوم هو يقود ابنه من يده ليلحقه بالجيش.
أنا رجل الخلاص، لست بيسوع ولا بساحر، ولا أعلم الغيب لكن... لهذه الغرفة طاقة تبثها فيّ لكثرة ما مكث جميع سكان هذه المدينة في هذه الغرفة أصبحت تعرفهم و تخبرني عن قصصهم خفية في الليل إذ لا أنام... تتحدَّث إليَّ الحوائط طيلة الليل عن أخبارهم وغاياتهم، وفي النهار أمارس هوايتي أو وظيفتي التي علَّمتني إيَّاها الغرفة. ولربما اختارتني هذه الغرفة أنا بالذات لأسكن فيها، أنا: "أكبر المترددين" لأوقف التردّد عن العالم.

٥ مارس ٢٠١٦

#WadMadani Text on photo number 2

النص لـ: أسماء عبد الله سعيد

ليتني أستطيع فقط أن أسمع الصوت من هذا العلو، الصوت الذي ينطلق مرتين يومياً: مرّة منذراً فيَمُور السوق معه موراً، وأخرى مبشِّرة برحيلها، هي إذاً هذه أرضية تجعلُنا نتقافز مثل بقايا أشجار داخل إعصار قوي، سريع وحاد. تُرى: هل باستطاعتهم رؤيتي من هنا؟ أرجو ألا يكونوا قد تتبَّعوا آثر الملابس التي تساقطت مني أثناء ركضي السريع، ربَّما لن يستطيعوا ملاحظتي في خِضَم كل هذه الضجَّة الخانقة.
عليّ أن أكون أكثر حرصاً، أن لا المس احدى هذه الأسلاك الكهربائية، فهيَ كما الحياة؛ إذا لم تستَطِع الوقوف على الحافة برفقٍ وحذر: أحرقتك. بالرغم من ذلك فعليّ حقاً أن لا أقسو عليها، فهي لا تُقَارَن مع قضبان السجن والشمس التي تخترق رأسي وتعتصر جسدي اعتصاراً حتى تجفف كلّ ما لديّ من قطراتِ دم في جسدي، لا تُقَارَن مع عطش وذلّ التوسُّلات في المخفر.
أوه... الحمد لله على الأصوات الملائكية لتلك الصافرات، إنَّها عملية انقاذ حقيقة لخرِّيجٍ لم يفشل في الحصول على عمل فحسب؛ بل فشل أيضاً في العملِ كبائعِ ملابسٍ متجوِّل.

٢٧ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan Text on photo number 2

النص لـ: نورة أحمد 

ضجيج 

أستمع اليهم ولأهازيجهم، وقع أقدامهم، يصنعون التشابك بداخلي، أتأوه... أصواتهم مزعجة، أحتاج الإتزان. أضع كلتا يدي على أذُنَيّ وأغمض عينيّ... يحدثُ أَنِّي مُصابة بِداءِ التحليل الداخلي؛ فكلّما تقوّست داخل روحي: أرتطم بهم وبصورتهم التي كوّنتها عن ظهر روح. 
أتخيّل أو لا أتخيّل .. لا أدري، ولكنّي أراهم: عابسون؛ ملّ العمر منهم وملّوا منه، يُمارسون حياتهم الخاوية بكل جُبنْ؛ اختاروا أن يقضوها هكذا كـ لا شيء... هم لا يعون هذا الأمر حقاً؛ هائمون: كالأرواح التي رحلت ولم ترحل حقاً، فقط لأنهم تَرَكُوا أمراً غير مكتمل: أشمئزّ منهم وأتحسّس روحي كي لا تنهار. 
أشعرهم وهم يمارسون الساديّة على الأحياء - الأحياء هم من وجدوا أنفسهم ووجدوا الله وتحسّسوا أماكنهم بدواخلهم، واختاروا أن يعيشوا كل يوم بلمحة خالدة، من تقف الحياة رهن إشارتهم... فجأة: أُحاول أن أقِفْ وأجِد وعيي الذي أضعته... ويحدث أن أجد بعض البقايا بداخلي، أرتطم بالضجيج مجدّداً فأهرع للا وعي، وأبقى فيه... حيثُ أنا. 

٢٠ فبراير ٢٠١٦

#Ghadaref Text on photo number 2

النص لـ: سماح السر 

هو ذات الضجيج، صوت القطار: كلّ يوم. حيث يمكنني رؤية القمر مواجهاً لي، يتوارى خلف تلك الأسلاك المبعثرة خلال نافذه لا تتعدى العشرة سنتميترات كأنّها غلاف لرواية مهترئة. 
تمّ إعداد هذا المكان بحيث لا استطيع الاستلقاء تماماً أو حتي الجلوس بشكل معتدل، ها أنا اجلس... أُقوِّسُ كتفاي إلى الأمام بحيث تُلامس ركبتاي اللتان أُرهقتا من البحث عن وضعٍ يكفُّ فيه الألم عن العبث بهما... يا الهي، من أعدّ هذا المكان؟ إنّه اشبه بعُلبةٍ نتنةِ الرائحة! لكن... لن أنسى أن أشكره لصنعه تلك النافذة؛ حتما انّه لم يكن متعمداً هذه الزاوية تحديداً، حيث يُمكنني رؤية القمر مواجهاً لي، يتوارى خلف هذه الأسلاك المبعثره.
أين انا!؟ هل عميت بحيث لن أراه مجدداً!؟ أستطيع تذكر هتافه و هو يمسك بيدي بقوة، كان يمكنني أن أغفر له لو لم يطيل النظر في عيني - كما سوف لن يراني مجدداً... أعلم أنّه سيأتي ذات يوم؛ لطالما أحَبّ أن يُرعبني لبعض الوقت. ولكن... أين ذهب الجميع !؟ وأين أنا!؟ على الأرجح أنها زنزانة... دعي عنك الترهات: ألا يُفترض أن تكون بعيدة عن البشر؟ ها أنا أسمع ضجيجاً يكاد يكون شديد القرب مني، يبدو أن المكان مزدحم بالناس، أجل لا بُدّ أنّها محطة: فأنا أسمع صوت القطار تارة يتوقف وتارة يتحرك... بذات الايقاع الذي كنا نهتف به. 

١٣ فبراير ٢٠١٦

#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref
#Ghadaref

#Khartoum Text on photo number 1

النص لـ: إسراء الأنور

تحت وطأة ذلك الحرّ القاتل: أحسّ كَأَنَّ الشمس تدنو منِّي و ترسل أبنائها "الأشعة" لتُحرِق بشرتي وتُخرِج من جسدي بكاء خلاياي عرقاً يسيل فيكون طيناً تحت قدميّ أو: قوائمي، عيناي تحملان من الألم ما لن تحكيه كلمات كاتب - وكيف لأبناء جنسي حمل قلم.
أراهما فأفهم، يرياني فلا يفقهان ما أُصْدِر من أصوات، أتحرك داخل تلك المساحة التي يتحكم بأبعادها ذلك الحبل الذي يُطوِّق عُنُقِي، أقرُّ بأنَّ الحبل المربوط بعُنُقِي ماهو إلا إرتباطي بالحياة، ظننتُ سابقاً أنَّه قيد والآن إنما أراه انتماء: لذلك العجوز الذي لا يهتم لشيء سوى أداء دوره. ها هو يُعلِّم ابنه فنون الحياة - لا يعلم بأنّه "القدر" من يُقرِّر: يكون أو لا يكون.
تبدو عليه علامات كبر ووقار، شاخ جسده ووهن رغم قلبه الممتلئ حياة، تجولنا معاً كثيراً، تحادثنا كثيراً، أخبرني بما يجول في رأسه... ربما لم يفهم عيناي لكنِّي أجبتُ. أنظرُ اليه وهو يحكي تاريخ أجداده لإبنه، يقصّ له قصة تلك العائلة التي كبرت وتشعبت لتنتج قبيلة تتنقّل باحثة عن مأكل ومشرب. حدَّثه أيضاً عن سُلالتي، أراد أن يعطيه خبرته، أراد أن يراه يقودني ويقود تلك السلالة، يحكي عن الهبة الربَّانية التي أنزلت عليهم ذلك الحدس، يحكي أسطورة جده الذي مات ليهبهم الله أبناء جنسي وتحاوره مع الطبيعة.
يحكي له كيف استطاعوا الحصول علينا، حكى له عن اللغة التي تجمعنا - لم يفهم ذلك الصبي شيئاً مما يقول، فهو أصغر من أن يفهم صراع أجيال - هو أراد أن يحكي لتشهد الرمال والحجارة أنه قد حكى، لكنَّه لم يحكي عن عائلتي التي فقدتها، أب: مع أخيه وابن: مع أخته، أَوَلَستُ أنا بذي قيمة، أَوَلَستُ أنا من يحملهم، لِمَ لَمْ أحظى بفرصتي لأحكي لولدي ما فعله الأجداد؟
لا يهم. ما يهم هو أن الطفل سيفهم ما عناه أباه بعد أن يموت هُوَ وأموتُ أنا، أموتُ: كما جئت، بلا صوت: أختفي، فيحلّ غيري محلِّي وأكونُ أنا... من أنا؟
ظِلِّي يحكي قصتي، فإن اختفيت اختفى، أنا الذي صمد أمام اكبر احتياج، انا من يقاوم اسوأ الظروف، لستُ سوى كرسياً يتحرَّك حاملاً فوقه إنسان، أتوق لحريتي من ذاك الطوق فهل لي أو لأبنائي بها.

٥ مارس ٢٠١٦

#WadMadani Text on photo number 1

النص لـ: ثويبة عبد الله 

كان مستلقياً على ظهره يراقب أحوال المرضى من حوله، يتأمل احساسهم ما بين القلق، الانتباه والنوم المصطنع. سمع صوت الممرضة وهي تناديه في حنو: "صباح الخير يا حاج" رفع رأسه ورمقها بنظرة استسلام فابتسمت وقالت: "مواعيد الجرعة"، مدّ يده بأريحية كاملة، أمسكتها الممرضة وأوصلت عليها السير الدوائي المعلّق بجواره، شكرها وأغمض عينيه، وراح في رحلة طويلة من الذكريات. 
قد كان يذكر جيداً كيف كانت حياته جميلة، رغماً عن الصعاب والعوائق التي اعترضت طريق أمنياته وآماله بالفوز بأسرة طيبة كريمة، يعيش في كنفها هادئاً سعيداً مستقراً. كان يذكر كيف كان متجولاً بين الصحاري والوديان، وكم كانت الطبيعة ساحرة ومحفِّزة للبقاء عليها سنين عددا، لم يكن يشعر بأنّ الم الوحدة والحرمان يسحب بساط السعادة والمتعة من تحت قدميه ببطء؛ حتى كان ذلك اليوم الذي لم يستطع نسيانه. 
يذكره كأنّه البارحة: كان يركض بناقته البيضاء ممشوقة القوام، تلك الذكية الوفيّة التي رافقته جلّ عمره وتجواله الطويل، وإذ هو كذلك: يرى من على البعد صبياً يجلس بجانب صخرة كبيرة، فاقترب منه، فإذا هو ملتفت تجاه الصخرة وهو يبكي بحرقةٍ شديدة، كأنَّما يشكي لها ألمه فتطبطب عليه ولسان حالها يقول أن لا تحزن؛ فحتماً ستُشرق الشمس على ما تصبو إليه، كل ما عليك هو أن تقف بجدية وثقة وترتدي إزار الأمل وقميص الرجاء. كان يذكر تماماً كيف صمت الصبي، كأنما نوى في نفسه أن يُطبِّق وصية الصخرة. 
لم يكن لينسى ذلك الإحساس الذي لم يستطع وصفه عندما علم أنه صبي تاه عن أبويه، يتذكر أنه ما يزال يصول ويجول بين القفار والوديان ناسياً أن يظفر من هذه الفانية بصبيٍ مثل هذا الصبي، ولكنه حينها تذكر أن يُفاضل بين الإحساس بأنه لم يظفر بصبي وإحساس أن يظفر به فيتوه عنه ولا يجده مرة أخرى، ترى أيّهما يمكنه احتماله؟ وأيهما لا يمكنه؟ لا يدري. انتبه لأنه يجب أن يسأل الصبي عن أي معلومة يمكن أن تساعده للعثور على والديه، لكن الصَّبِيِّ لم يستطع الإجابة، فقال له قول الصخرة؛ هيا نبحث ونتزرع بالامل يا بني، ترى هل سنصل يوماً. 

٢٧ فبراير ٢٠١٦

#Ghadaref Text on photo number 1

النص لـ: اذاد محمد 

أين أنا؟ ماذا أفعل هنا؟ حقاً ما الذي أفعله هنا؟ إذ وجدت نفسي في مكان مجهول بالنسبة لي ولم أحصل على اجابة... سمعت صوت يتحدث الي؛ أجل صرت اسمع الصوت ولكني لم أرى الذي كان يُحدِّثني وراح يقول لي:
ألا تعرف من أنا؟ ألم تسمع بي من قبل؟حسن، سوف أعرِّف عن نفسي، أنا المدى الواسع الشاسع، أُعرَف من لوني الذهبي، أنا التي يهابني الجميع ليس لجبروتي ولكن لاستحالة العيش هنا؛ لأني متشابهة فيصعب معرفة طريق العودة؛ إذ رمالي سريعاً ماتخفي كل أثر مرّ بي. لا يُحبني البعض لأنّه تعود على حياة الصخب وليس هدوئي، ولكنِّي أنا جمال الهدوء، وما أجمل ليلي، وإذا لم تعرف بعد فاسأل رفيقك الذي معك فهو صديقي الوحيد ويعرفني جيداً ويعرف خباياي جميعها ويتحمّل قحالة ارضي؛ فهو سفينتي لا يمل من الوجود بجانبي ولا يتذمر من حرارتي نهاراً لأنه يستمتع بجمالي ليلاً.
هنا فقط عرفت أني في الصحراء التي طالما سمعت عنها وعن رمالها وكثبانها ولكن ما يزال السؤال: كيف اتيتُ إلى هنا؟وما الذي أفعله هنا؟
ولم اعرف كيف هذا الـ ... الابل... كبير الحجم معي! اذ طالما رأيته من على بعد .. او على التلفاز - وتمنيتُ الركوب به، ولكن عندما وجدته بقربي: خفت، من علوّه، ومن جهلي به، وبعالمه. وعدت اسأل نفسي - أَمْ الصحراء لا أدري - ولكنها نفس الاسئلة القديمة مجهولة الإجابة: أين انا؟ ماهذا المكان؟ وكيف أتيتُ إلى هنا!؟. 

١٣ فبراير ٢٠١٦

#PortSudan text on photo number 1

النص لـ: أيمن هاشم

سُكَّان الصحاري الغربية لا يَرَوْن في تلك البقعة الخالية من النباتات والممتدة على مد البصر ما ترى أنت، رحلات البدو التي تكون للجنوب بحثاً عن الكلأ: تمرّ من هنا، من غير بوصلة. البدو هنا يتحسسون وجه تلك الصحراء التي تراها بلا ملامح، لقد كانت قبل شهور مبتسمة يا ابني؛ فحين هطول موسم الأمطار تتضح تقاطيع الفرح في ذلك الوجه ويراه البعض يبتسم حين مرور الرعاة الصغار بأغنامهم، بل حتى يغني عند سماعه لمعزوفات قصبهم. حكى لي جدّي عن ناقة ضاعت منهم قبل فترة؛ ثم ضحك لأنّه قال لي أن الصحراء قد غمزت له مشيرة بذلك إلى اتجاه كانت تسلكه.
في العرس الماضي - وحفلات الزواج هنا تتم في الخريف - رمت الأرض "شبَّال" من الخضرة، كانت ضفائرها ترتمي على صدور الشباب المتحلّقين في دائرة الرقص، ضفائرها بلت حتى ملابسهم، وراحت السماء تضحك.
سكان الصحاري يستدلّون بهذا الفراغ الذي تراه، يعبرون المساحات الشاسعة؛ معتمدين في ذلك على وجه الصحراء، أنا أُسمّيه وجه لأنّه مليء بالملامح والتفاصيل، وبالوجه تُعرَف الأشياء.
للصحراء يدين: قبل خمسة أعوام خرجتُ قاصداً المدينة لبيع الملح من وادي النطرون، أحسستُ بالغربة حينما كنتُ أتجوّل بين أسواقها الضاجّة بالناس، وحين عودتي؛ أربكني احتضانها لي، شعرت بيديها تطوقانني.
للصحراء أرجل: هل تصدقني إذا قلت لك أنها تزحف، تهرب منهم؟ المنازل تُضايقها، تجتزئ ملامحها بل حتى تُفقدها هُوِيَّتها، نحن البدو وخدنا نعرف متى تبتسم أو تحزن. لا تظن أنّه فقط وجه جميل كما أحكي؛ إنّه وجه مُضَلَّل، سافِر، ولَكَمْ تاه الكثيرين في قسماته.
للصحراء أيضاً قدرتها على السخرية، تلك الابتسامة الواهية التي تظهر بفعل السراب: ضلّلت الكثيرين وهلكوا، مُنقّبوا الذهب: الباحثون عن الثروة السريعة؛ ضَلُّوا. الصحراء كما البحر؛ قد تغرقك! فالبحر هو أيضاً صحراء زرقاء.
وجه الصحراء: جميل. قد يمتلئ بالبثور، وقد يخلو منها كممثلة هوليوودية. للصحراء وجه حزين، سعيد، سافِر، مُضَلَّل... ولكنّه بداخلنا.

٢٠ فبراير ٢٠١٦

What happened in Khartoum

Thanks to Goethe Institute - Khartoum, Sudan for hosting and sponsoring the #OneDayFiction workshop in Khartoum. The workshop was in 5 March 2016.  

Khartoum workshop was very special and colorful because there were writers write in Arabic, writers write in English and writers write comics. 

The young writers were so active, participating, talented and open minded. 

At the end of the #OneDayFiction they have been asked to write a short story based on a photo taken by the photographer: Musab Sahnon, there were five photos, chosen randomly by the participants, so there were three writers did choose the same photo! At the end there were three stories has been written on a same photo, each participant took his/ her own copy of the photo and sat away off the others trying to have a mind serenity situation! and the conclusion was gorgeous short stories on the five photos! 

And because the workshop was multilingual so there are winners on the Arabic text and the English one. 

Congratulations for the winners in the Arabic text and they are: 

Israa Elanwar on picture number 1 

Nihad Adil on picture number 2 

Leena Jamal on picture number 3 

Ahmed Adam on picture number 4 

Mujahid Eldouma on picture number 5 

And congratulations to the winners on the English text and they are: 

Azza Mahmoud on picture number 2 

Roba Osama on picture number 3 

Lujain Fath Elrahman on picture number 5 

Congratulations to the all talented young writers, thank you for being part of the workshop project, and "Vielen Dank" to the Goethe Institute - Sudan for the great hospitality.  

The workshop photography is copyrighted to Goethe Institute - Sudan photo taken by: Abdulsalam Elhaj.  

What happened in Wad Madani

What happened in #WadMadani? 

Well, the workshop was hosted by the Eljazeera Association for Culture and Arts, sponsored by Dal Group and Orange Group Photography. The workshop was in the 27th February 2016. 

At the end of the #OneDayFiction the participants have been asked to write a short story based on a photo taken by the photographer: Musab Sahnon, there were five photos, chosen randomly by the participants, so there were three writers did choose the same photo! At the end there were three stories has been written on a same photo, each participant took his/ her own copy of the photo and sat away off the others trying to have a mind serenity situation! and the conclusion was gorgeous short stories on the five photos! But we need only one story in each photo! Congratulations for the five winners: 

Thuoaibah Abd Allah/ on picture number 1 

Asmaa Abd Allah Saïd/ on picture number 2 

Sameira Mansour Elbanna/ on picture number 3 

Nagi Ba Zara'a/ on picture number 4 

Ahmed Fathi Elday/ on picture number 5 

What happened in Port Sudan

What happened in Port Sudan never stays there! 

The workshop was hosted and coordinated by The Sudanese Writers Union, and sponsored by Dal Group and Orange Group Photography. And it was in the 20 February 2016.

How the young guys were fully talented! No wonder; they are living in a kind of tropical atmosphere, surrounded by the Red Sea! They love to write, they write very promising short stories, they love to learn, they love to participate and stay in any activity, they socialize so easily !

The workshop was full of Fun & Fiction! 

At the end of the #OneDayFiction they have been asked to write a short story based on a photo taken by the photographer: Musab Sahnon, there were five photos, chosen randomly by the participants, so there were three writers did choose the same photo! At the end there were three stories has been written on a same photo, each participant took his/ her own copy of the photo and sat away off the others trying to have a mind serenity situation! and the conclusion was fifteen gorgeous short stories on the five photos! 

But we need only one story in each photo! And the selection process was hard but fair! 

Congratulations for the five winners: 

Ayman Hashim / on picture number 1

Norah Ahmed / on picture number 2 

Hager Saïd / on picture number 3

Hussam Mohamed / on picture number 4

Afyaa Issam / on picture number 5

What happened in Ghadaref

What happened in Ghadaref? ;) 

The workshop was hosted by Shoroug Cultural Forum, and sponsored by Dal Group and Orange Group Photography. 

The workshop was in 13 February 2016, the participants were so active, talented and hungry for the Fiction Writing!  The weather, the temporary residence of Shroug Cultural Forum didn't make the workshop hard to be born, thanks for the participants for givi this #OneDayFiction parts from their souls because without that this day wouldn't go easy! 

At the end of the #OneDayFiction they have been asked to write a short story based on a photo taken by the photographer: Musab Sahnon, there were five photos, chosen randomly by the participants, so there were three writers did choose the same photo! At the end there were three stories has been written on a same photo, each participant took his/ her own copy of the photo and sat away off the others trying to have a mind serenity situation! and the conclusion was gorgeous short stories on the five photos! 

But we need only one story in each photo! And the selection process was hard but fair! 

Congratulations for the five winners: 

Azad Movammed / on picture number 1 

Samah Elsir / on picture number 2 

Qussai Abdul Moniem / on picture number 3 

Ensaf Yahia / on picture number 4 

Afraa Sir Elkhatim / on picture number 5 

Share this page